قسوة العدوان تكشف عن مهارات ومواهب مدفونة | سمارت إندكس

أخبار

أخبار متنوعة

قسوة العدوان تكشف عن مهارات ومواهب مدفونة



غزة - سمارت إندكس

كشفت الظروف القاهرة والقاسية المصاحبة للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ سبعة أشهر، الكثير من المواهب لدى شريحة من المواطنين، خاصة فئة الشباب.
وجسّد هؤلاء مقولة "الحاجة أم الاختراع"، ونجحوا في ابتكار العديد من الطرق والمعدات للتغلب على الظروف القاسية الناتجة عن العدوان.
وتنوعت هذه الابتكارات والمهارات بين صناعة أدوات تحل محل الأجهزة التي تعمل بالغاز أو الكهرباء، وصناعة عربات لتوصيل خزانات المياه للمنازل كبديل عن شح المواصلات، وكذلك ابتكارات الإنارة والطاقة البديلة، وغيرها.
وعكس الشاب عيد مسعد، في بداية العشرينيات من عمره، الإصرار منقطع النظير لهذه الفئة من المواطنين في التغلب على المصاعب الكبيرة التي خلّفها العدوان، حيث نجح في صناعة أفران تعمل من خلال الحطب، لتحل محل أفران الغاز والكهرباء، التي فقدت قدرتها على العمل بسبب انقطاع الغاز والتيار الكهربائي منذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول الماضي.
وتغلب مسعد على نقص المعدات التي تدخل في صناعة مثل هذه الأفران، حيث لجأ إلى العمل اليدوي والمطارق الفولاذية.
وقال مسعد لـ"الأيام": إنه بعد ثلاث محاولات نجح في صناعة الأفران بما يلائم احتياجات الأسرة وبأسعار زهيدة تمكّن ربة البيت من استخدام الفرن في إعداد الخبز أو أي صنف آخر من المأكولات المشوية، ومن خلال كمية بسيطة من الحطب.
وأوضح مسعد، الذي يعمل في تمديد شبكات الكهرباء المنزلية، أنه في ضوء توقفه عن العمل بسبب الحرب، لجأ إلى هذه المهنة كمصدر رزق لأسرته، وبسبب الطلب المتزايد على مثل هذه الأجهزة في ظل انقطاع الغاز والتيار الكهربائي.
وبيّن أنه لجأ أيضاً إلى ابتكارات أخرى كصناعة عربة يدوية لنقل خزانات وبراميل المياه دون اللجوء إلى السيارات أو عربات "الكارو"، مشيراً إلى أن هناك إقبالاً كبيراً من المواطنين على شراء مثل هذه العربات بسبب ارتفاع تكلفة توصيل المياه إلى المنازل، سواء من خلال عربات "الكارو" أو سيارات النقل الشحيحة.
وفي الوقت الذي نجح فيه مسعد بصناعة أفران الغاز، نجح الأربعيني هاني سعد في ابتكار العديد من الطرق السهلة لتوفير الطاقة البديلة وبحدها الأدنى، في ظل الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي منذ سبعة أشهر.
وتشهد ورشة سعد إقبالاً كبيراً من قبل مواطنين يريدون تركيب طاقة بديلة من خلال عدة مسارات وطرق.
ونجح سعد في إصلاح الكثير من أجهزة توليد الطاقة والبطاريات التي تعرضت لأضرار بالغة بسبب القصف الإسرائيلي، ولأعطال شديدة لحقت بها.
ولفت إلى أنه اكتسب خبرات جديدة ونوعية خلال فترة العدوان في عمليات توليد وتحويل الطاقة، وكذلك في إصلاح الأعطال التي لحقت بالأجهزة التي تدخل في توليد الطاقة عبر الألواح والخلايا الشمسية، معرباً عن ثقته بنجاحه خلال الفترة القادمة في ابتكارات أخرى.
ورغم تجفيف الاحتلال كل منابع الحياة في منطقة شمال غزة، عبر حصاره المشدد الذي يفرضه عليها منذ سبعة أشهر وتدميره كل البنى التحتية، إلا أن المواطنين يواصلون بذل أقصى الجهود من أجل التغلب عليها بما يضمن لهم البقاء على قيد الحياة.
وتجسّدت مواهب وقدرات هؤلاء على ابتكار طرق جديدة وبديلة لمراكز الإيواء، من خلال استصلاح بعض المساحات الضيقة الفارغة داخل حطام وركام منازلهم المدمرة، كما هو الحال مع المواطن الستيني حاتم السرساوي، الذي اتخذ من أسفل ركام منزله المدمر مكاناً للسكن فيه رغم ضيق مساحته والخطر الداهم الذي يتهدده.
وحوّل السرساوي المكان الخطر إلى مكان يستقطب الزائرين بعد أن حصنه بقطع من القماش والنايلون، وفرشه بالعديد من الفرشات والأسرّة، وحوّل جزءاً منه إلى دورة مياه ومطبخ صغير.
وبرر السرساوي قيامه بهذا العمل الشاق بعدم قدرته على تحمل مشاق وظروف النزوح في مراكز الإيواء بسبب الازدحام، وصعوبة استخدام دورات المياه، وانعدام الخصوصيات والأمراض المنتشرة داخلها.

المصدر: جريدة الأيام - عيسى سعدالله

الأوسمة

نسخ الرابط:

error: المحتوى محمي , لفتح الرابط في تاب جديد الرجاء الضغط عليه مع زر CTRL أو COMMAND